ابتكرو باحثوا جامعة بوردو بولاية إنديانا الأمريكية تقنية جديدة تسمى "رتروسكوب" لمساعدة جهات تنفيذ القانون على الإيقاع بالمجرمين عبر جمع المعلومات من الهواتف الذكية أثناء التحقيقات الجنائية بدلا من الأدلة التقليدية.
ويوضح أستاذ علوم الحاسوب والمدير التنفيذي لمركز علوم وأبحاث أمن المعلومات دونجيان شو أن الفريق الذي يرأسه استغرق تسعة أشهر في تطوير هذه التقنية التي تمثل استمرارا لجهودهم في مجال تحليلات "الطب الشرعي" لذاكرة الهواتف الذكية، على حد تعبيره.
وبحسب شو فإن الاستخدام المتزايد للتقنية النقالة في مجتمع اليوم جعل المعلومات المخزنة على هذه الأجهزة بمثابة أدلة مهمة بالنسبة للعلم الجنائي، وتماثل في أهميتها الأدلة الجنائية التقليدية التي يتم جمعها من مسرح الجريمة.
وتعتمد التقنية الجديدة على الانتقال من التركيز على القرص الصلب للهاتف الذي يخزن كافة معلومات الجهاز، إلى التركيز على ذاكرة الوصول العشوائي (رام) التي تخزن المعلومات لفترة قصيرة، حيث يوضح شو أن هذه التقنية تأتي في صدارة التحقيقات في مجال الجريمة الإلكترونية على اعتبار أن "الرام" تضم أحدث المعلومات التي تأتي من جميع التطبيقات على الجهاز.
وتعمل تقنية "رتروسكوب" عبر استخدام آلية لاسترجاع البيانات من ذاكرة الوصول العشوائي في الهاتف الذكي للحصول على أكبر عدد ممكن من صور الشاشات السابقة التي ظهرت على الهاتف، بدون الحاجة إلى الحصول على بيانات من ذاكرة التخزين الداخلية (القرص الصلب).
وأوضح شو أن الشاشات تظهر بترتيب ظهورها على الجهاز من الأحدث إلى الأقدم، وهو ما يوفر للمحققين خيوطا من المعلومات والأدلة الجنائية. وعند اختبارها، استطاعت تقنية "رتروسكوب" استرجاع نحو ثلاث إلى 11 من إجمالي 15 شاشة تخص تطبيقات مختلفة على الهاتف المحمول، بمتوسط خمس شاشات لكل تطبيق.
وتنوعت التطبيقات التي أمكن استرجاع بياناتها من وسائط التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتطبيق عرض الصور "إنستغرام"، إلى تطبيقات أخرى أكثر خصوصية.
ويرى أستاذ الحاسوب في تصريحاته التي أوردها الموقع الإلكتروني "ساينس ديلي" المختص في الأبحاث العلمية، أن هذه التقنية الجديدة ستمثل اتجاها معرفيا جديدا في مجال "الطب الشرعي" للهواتف المحمولة، حيث تختلف بشكل كبير عن جميع الوسائل المستخدمة حاليا لتحليل الأقراص الصلبة ووحدات الذاكرة العشوائية في الأجهزة الإلكترونية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق